14- ياثوره ماتمت

* فى أوقات أليأس ألطويله,حلمنا بفارس له ألف ألف يد,وجناحان وسعهما يكفى لكل ألأمانى,ويوم عرس ألجلاد,حط فارس ألأحلام على مدينتنا,وقاتل ألجلاد فأرداه,فرسمنا بجهلنا بدل ألجلاد ألف جلاد,وخنقنا بوهم ألإستقرار فارس ألأحلام,فتاه منا ألطريق,وضعنا فى نوبة بكاء.

* ألباب ألعالى أصدر لمدينتنا فرمان,ومماليك مدينتنا عظموا للفرمان,وسنوا ألرماح وغرسوها بقلب فارس ألأحلام,فمصالحهم أعلى من ألأحلام,ورفعوا ألمصاحف على أسنة ألرماح,فسجدت مدينتنا من تعبها لقدرها لترتاح.

* فى مدينتى يحكم ألكذابين,فلا عهد لهم ولا دين,ولا يوفوا ألمكاييل,فيفيضوا بألمكيال على ألمنافقين,ويقتروا على كل مقسط أمين,ويتاجروا بكل ما هو غالى وثمين,حتى ألدين لم ينجوا من متاجرة ألمتاجرين ألكاذبين,حتى أهل ألمدينه إعتمدوا ألكذب,فأصبحو لإستقرارهم فى ألكذب مستمرئيين.

* فى مدينتنا خلع ألشيخ ألعمامه,وعقد مابين حاجبيه,وأحمر مقلتيه,ورمى سبحته,وأمسك هراوته,وتوعدنا بألثبور وعظائم ألأمور,فقد خيل له شيطانه,أنه يملك ألحقيقه,ومعها مفاتيح غفرانه,سبحانه عز وتعالى عن أمثاله.

* عواجيز مدينتنا لاكرامه لهم خارج ألمناصب,فهم بها يتمسكون,ولأجلها فى ألطين يسحلون,ولماء وجوههم لها يسكبون,وفداءا لها لآخرتهم يبيعون,ولا يعنيهم أنهم بأدائهم بها فاشلون,وبأن أهل مدينتنا ببركاتهم جهله ومرضى جائعون.

* مدينتنا أبدعت أسلوب للتكافل عبر ألصناديق,ففيها يأكل ألغنى من ألسوبر ماركت ويلقى ألفضلات فى صندوق ألقمامه ليأكلها ألفقير,وفى موسم ألإنتخابات يعطى ألغنى ألفقير طعام لضمان صوته فى ألصناديق,وإذا فاض ألكيل بألفقير فى مدينتى وخرج عن سلمية ألقهر,يخلصه ألغنى من ألقهر ويضعه فى ألصناديق.

* فى مدينتى كثرت ألخطوط ألحمراء,توازت وتعامدت وتقاطعت كقطعة ألشطرنج,فأصبحت كل خطوه نخطوها بحساب,وكثر ألجلادون,فى ألضمائريفتشون,وعلى ألحلم وألإبداع يحجرون,حتى أصبحت مدينتى مدينه فيها ألأموات يعبثون.

* فى مدينتنا صار للفشل دور ألبطوله,فأينما وجهت وجهك تجده,وتجد ألفاشلون له راعون,فى ألطريق وألمزلقان وألقطار وألمدرسه وألجامعه وألمستشفى وإنهيار ألمبانى وألفشل ألكلوى وألفشل ألكبدى وألفشل ألعقلى وغيرهم من مناحى ألحياه ومقومات ألإنسان,وعند صناع ألقرار تجد له صنم هم له عابدون,ولا يستحون.

* فى مدينتى وأدوا ألطفوله,فلم نعد نسمع ضحكات ألأطفال,وصادروا ألربيع وتفتح ألأزهار,وألمراهقه إعتبروها من عمل ألشيطان,وحكموا على كل ألمرأه بأنها عوره,وكفنوها بألسواد,وأصبح أهل مدينتى غلاظ أفظاظ,وأصبحت ألضحكه كفر,وصار ألعبوس فى مدينتى لأهلها أفتار.

* فى مدينتى ميزان ألعدل مال,أصبح ألعدل للحكام,وألحق للحكام,وألحكمه ما ينطق به ألحكام,وصرنا عبيدا للحكام,وأبنائنا خدما وحرسا للحكام,وتقتلنا ألمهانه فلا نخرج على ألحكام,فقد قال لنا شيوخنا أن ألجنه تحت أقدام ألحكام.

* فى مدينتنا علمونا كيف نكبت مشاعرنا,ونجعل ألقلب يكف عن ألخفقان,وأن ألحب كفر,وألمشاعر رجز من عمل ألشيطان,قتلوا فينا ألحس وألإحساس,فأضاعوا منا ألوجدان,وصرنا أشباح أو ظلال للإنسان,وينكرونا لو سألنا لم خلق ألله داخلنا ألوجدان؟

* فى مدينتى لا مجال للإبداع,فألكل فيها يسمع ويطيع,ممن هدهم ألسمع وألطاعه سنين,فأبدعوا بأن جعلوا من ألإبداع بدعه يخص بها ألكافرين,ومن مدينتنا مدينه تسخر منها كل ألمدن,ومن جهلنا طوق يكبلنا على مر ألسنين,ونورثه أبنائنا ونحن قانعين.

* فى مدينتنا نقتل فى ألمرأه ألحياه,وتلقن بأن حياتها جزء من حياة ألرجال,أب يربى وأخ ينهر وزوج تكون زوجته أو إحدى زوجاته يستويان,حتى رغبتها تكون تابع لرغبته ولأجلها بألختان,وإن أنفقت تكون ألقوامه أيضا للرجال,وإن أبدعت تكون قد أجرمت فى حق ألرجال.

* مدينتى غايه فى ألكرم,فتولى فاشيليها أمورها بأعلى ألمهايا,ولا تنسى عواجيزها,فتعوضهم بأن تترك لهم مستقبلها ليدمروه,وحفاظا على مشاعر ألفشله وألعواجيز,تقضى على ألشباب ألمبدعين,فمدينتى ليست ككل ألمدن,فمدينتى مدينة ألخرائب.

* فى مدينتى يعظم ألجهل وألجهلاء,فأصبح ألجهل فضيله وألجهلاء حكماء,وطمست ألحقيقه وحجبت ألشمس فى كبد ألسماء,فسدنة ألحكم فى مدينتى يعميهم ألضياء,فهم يدبرون أمورهم ويتسامرون ويتزوجون وينجبون فى ألظلام,حتى أصبحت مدينتى تعرف بمدينة ألظلام.

* حكام مدينتى صاروا ممن لا خلاق لهم,فهم بكل ألموبيقات يأتون,ولكل ألمقدسات يعبثون,فكذبوا وخانوا حتى بألحرائر يتحرشون,وحينما قالوا نحن للشرع حامون,فكأنما هم بدين ألله يسخرون,وبأبنائنا لا يراعون,ففى طريق غيهم جعلوهم ينزلقون,فأضاعوا منهم ألدنيا وبآخرتهم يتاجرون,لعنهم ألله فى أى وجهه يتوجهون.